مؤلفات عمرو عبدالحميد‏ فيلم ضرب ؟!!

مؤلفات عمرو عبدالحميد‏
فيلم ضرب ؟!!

كنت أظن أن صديقى قد تأخر نموه أو عاد به الزمن حين اتصل بى و سألنى ؛ - عندك أفلام ضرب ؟ .. ياااه .. أفلام ضرب ؟!! ... دى الكلمة دى اتمحت من قاموس اللغة .. خلاص بقى اسمها .. أكشن موفيز يا شربينى ..( احنا فى عصر العولمة و الكلام الكبير ده ) .. لكن مع ذلك لو استمع استاذ عبدالعليم إلى حديثنا لأصبح فى صفه تماما .. و استاذ عبدالعليم ( اللى دخل فجأة ده ) يبقى جارنا العزيز .. و حكايته حكاية , و خصوصا بعد اللى حصل فى عيد جوازه ..

***
صاحبنا الاستاذ عبدالعليم حب يعمل رومانسى فى عيد جوازه التلاتاشر .. و أخد مراته عشان يعزمها على السينما .. و بعد ما صرّفوا العيال و وصلو للسينما و اشتروا الفشار من هنا .. و قامت الخناقة من هنا .. هو عاوز يدخل فيلم رومانسى و المدام حلفت عليه بالخلع إنهم لازم يدخلوا فيلم ( علقة موت ) .. و شخطت فيه بعلو صوتها ؛- مش شايف كمية العضلات على البوستر ؟ .. و مسكت فى زمارة رقبته .. أنت عارف أنا بحب المصارعة أد أيه يا عب عليم .. و عشان الرجالة غلابة فى الوقت ده اضطر إنه يسمع كلامها , و دخلوا فيلم المصارعين ..

الفيلم بدأ و الطحن اشتغل .. و الست مبسوطة و منفعلة مع الفيلم و بتفترى على الفشار .. و استاذنا قاعد يفتكر حياته فى آخر سنتين , و يلعن اليوم اللى دخّل فيه وصلة الدش .. هو دخّل الوصلة من هنا و المدام مسكت الريموت من هنا .. و ماتصدق تلاقى ماتش مصارعة إلا و تتسمر قدامه .. ينتهى الماتش تجيب غيره .. ينتهى غيره .. يظهر بطل الفيلم بالحزام الصفيح فى البرنامج بتاعه تقوم تمسك التليفون و عاوزة تكلمه من هنا .. و تحاول مرة تانية و تالتة و عاشرة .. لحد ما فى يوم النمرة جمّعت و أول كلمة قالتها .. أنا بحبك أوى يا كابتن .. و بعدها .. خد جوزى عاوز يكلمك .. و لما بس فكر أنه ميتكلمش ( كان الكوع زى المدفع فى جنبه ) .. و الحاجة اللى أثرت فى نفسية الاستاذ عب عليم إنه كان ممنوع بالأمر من إنه يشوف ماتشات المصارعة الحريمى ( عيب يا عبده تتفرج على ستات غيرى ) ..
و مع ذلك .. كل اللى فات ده كان يقدر عليه .. إنما سبب كرهه الحقيقى للمصارعة و اللى ( نغّص ) عليه حياته هو كمية ( الشلاليت ) اللى كان بياخدها و هو نايم .. الله يمسيك بالخير يا جارى ..

***
بقدرة قادر أصبح مجتمعنا حلبة مصارعة .. عاوز اشترى تى شيرت يا ناس .. الموضة كلها بقت صور مصارعين على التى شيرتات .. إعلان افتتاح عصائر جون سينا ( اسم مصارع ) .. و لما دخلت مطعم .. اللى هناك سألنى تاكل سندوتش ( اندر تيكر ) ولاّ ( باتيستا ) ؟ .. رديت عليه .. و مين دول يا أخويا ؟! .. قالى أنت مش عايش فى البلد دى و لا أيه ؟!! .. دول ياعم أبطال المصارعة .. طب و أنا مالى .. يا عم هات لى سندوتشين طعمية و متنساش الطرشى أنا دافع تمنه .. حتى لما قلت أقعد على كافتيريا .. لقيت المناقشة الحارة عن المصارعة .. تمثيل و لا مش تمثيل .. يا ناس ارحمونا .. و غيره و غيره .. الله يمسيك بالخير يا استاذ عبد العليم ..

***
ما يضحك فى الأمر أننى شعرت فى فترة بـ هوجة نشاط فى المجتمع المصرى باختلاف الأعمار و الجنسين .. و خاصة يوم الأحد أو الثلاثاء .. لا اتذكر صراحة .. و أصبح كله بيصحى بدرى .. و لأننى فضولى .. كان لابد أن استفسر عن سر هذا النشاط على غير العادة فعرفت أن السبب فى ذلك هو موعد مباريات المصارعة .. و التى كانت تذاع حصريا فى الثامنة صباحا .. و ربما كان هناك سببا آخر خفى للصحيان بدرى بتلك العزيمة .. و قد عرفته حين ألغت القناة الناقلة العرض المبكر لأسباب أخلاقية و حذف بعض المشاهد ( الخارجة ) .. ماشاء الله طب طالما بنعرف نصحى بدرى .. ليه دايما نص الموظفين و الطلبة متأخرين .. و اه بقى لو قلت لحد يقابلك الساعة تمانية .. يرد عليك بعلو صوته .. احنا هنبيع لبن ؟! .. شعب تركيبته غريبة ..

و لو سألت الطفل اليومين دول .. نفسك تطلع أيه ؟ يقولك اسم مصارع أو لعيب كورة .. ( كنا أطفال غلابة .. يا نفسنا نطلع دكاترة يا إما ظباط ) .. ولا أجد غرابة فى ذلك .. فدائما إن وجدت متصلا لبرنامج المصارعة .. تجد الطفل يتحدث ثم يعطى سماعة الهاتف لأمه كى تبدى رأيها هى الأخرى ( كان زمان الأم مدرسة .. دلوقتى ماما عادى !! ) .. و تيجى تسأل الشاب رايح فين ؟.. يقولك رايح الجيم أنفخ .. تنفخ ؟!! .. يقولك أيوة أنفخ عضلاتى .. ( ربنا يديك الصحة و تنفخ كويس ) خلاص هطق .. ليه فكرتنى بالموضوع ده يا استاذ عبدالعليم ؟! ..

***

خلاصة الأمر .. بعد كل جريمة تجد برامج ( التوك شو ) تعيد نفس السؤال .. و اللى خلاص زهقنا من تكراره .. ليه زاد العنف فى مجتمعنا ؟! .. و تقوم مناقشات , و ضيوف مش فاهمين منهم حاجة .. و مداخلة من فلان الخبير النفسى .. و علّان خبير البطاطس .. و اعتقد أن الجواب واضح وضوح الشمس .. و لا يحتاج كل تلك المناقشات ..

بالمناسبة الاستاذ عبدالعليم بقى اسمه ( عب عليم عضلة ) بعد ما فتح مشروع جيم .. و مراته ( مدام عضلة ) هى اللى بتدرب الستات على المصارعة الحريمى مرتين فى الأسبوع .. و أسيبكم أنا بقى أصل ماتش المصارعة هيبدأ دلوقتى و هموت لو فاتنى .. و ربنا يكفينا شر الانفلونزا ..


عمرو عبدالحميد