|
الرئيس التنفيذي ل « ابل » تيم كوك يستعرض رضا العملاء على آيفون |
خالد كبي
رأت
مؤسسة غارتنر أن «أبل لم تعد تملك ميزة الريادة بل ان خدمتها للحوسبة
السحابية متأخرة عن أندرويد، كل ما تستطيعه الآن هو البيع على أساس الولاء
للعلامة التجارية».
كلام المؤسسة جاء بعد أن عرضت شركة ابل أمس الأول
جهاز «ايفون 4 اس» الجيل الخامس من هاتفها المتعدد الوظائف المجهز بمعالج
أقوى من سلفه ونظام جديد للتوجيهات الصوتية. ويتطابق ايفون 4 اس الجديد في
الشكل مع الطراز السابق، مما خيب آمال المعجبين الذين كانوا يأملون في
تصميم أنحف وشاشة أكبر للمنتج الذي لم يشهد أي تطوير منذ أكثر من عام، جاء
الهاتف الجديد تحديثا للجيل الحالي «ايفون 4» وليس طرازا جديدا تماما كما
كان الكثيرون يتوقعون. وقالت المؤسسة في تحليلها «قد ينتظر المستخدمون
لشراء هاتف ايفون التالي، واذا لم يكن بمقدورهم الانتظار فقد ينتقلون الى
أسماء أخرى بمواصفات أعلى».
من جهة أخرى، تسبب أحدث هاتف ايفون في خيبة
أمل لـ «وول ستريت» ومحبي ابل الذين كانوا يأملون في شيء ليس مجرد نسخة
معدلة من جهاز العام الماضي، مما أوقد شرارة عاصفة نادرة من الانتقادات
والاحباط على الانترنت حسبما أوردت رويترز.
وفي حين أثارت قدرات
تكنولوجية متقدمة للجهاز مثل الأوامر الصوتية لارسال الرسائل والبحث عن
أسعار الأسهم وتطبيقات أخرى اهتمام محللين كثيرين الا أنها قد لا تكفي
لجعله جهازا ضروريا للمستهلكين.
وقال كولين جيليز المحلل لدى بي. جي. سي «مر 16 شهرا وكل ما حصلنا عليه هو معالج ايه 5 في هاتف أيفون 4 الموجود بالفعل».
فيما
قال مايكل ووكر مدير المحفظة في دبليو.بي ستيوارت «انه شيء مضحك نوعا ما..
لو أنهم أطلقوا عليه ايفون 5 لكان السهم على ما يرام لكنهم قرروا تسميته 4
اس مما كان مخيبا لآمال البعض».
خطوة ذكية
من جانب آخر، رأى بعض
المحللين على موقع «بزنس انسايدر» بان الخطوة باطلاق ايفون 4 اس، كانت
ذكية من الرئيس التنفيذي الحالي للشركة في محاولة منه لجني المزيد من
الايرادات من جهاز ايفون 4 بتطوير بعض الجوانب فيه، بدلا من اطلاق جهاز
جديد بالكامل. خصوصا أن الجهاز يحقق مبيعات تصاعدية تفوق بكثير مبيعات طرحه
في السوق. اذ إن مبيعات ايفون بين ابريل و يونيو 2010 قد وصلت الى 8.4
ملايين جهاز، فيما ارتفعت بين يوليو وسبتمبر 2010 الى 14.1 مليون جهاز،
وبين أكتوبر الى ديسمبر 2010 الى 16.24 مليون جهاز، ومن ابريل حتى يونيو
2011 الى 20.34 مليون جهاز. وبالتالي رأت الشركة انها لا تزال تحقق مبيعات
بشكل تصاعدي من الجهاز فلا حاجة في الوقت الحالي الى طرح جهاز مختلف كليا
عن سابقه، كل ما هو مطلوب بعض التحديثات لجني المزيد من المبيعات والارباح،
والأرقام تشير الى أن السوق لايزال يطلب ايفون 4 بشكل اكبر من قبل.
وعن
رد فعل الشركات حيال ذلك، قال كيم يونغ تشان المحلل لدى «شينهان
للاستثمار» في سيئول «بواعث القلق الرئيسية لسامسونغ كانت أن زخم هواتفها
الذكية سيتلاشى مع طرح «أبل» لجهاز آيفون جديد، لكن هذا لم يعد مبعث قلق
كبيرا بعد أن فشل آيفون الجديد في إثارة إعجاب الكثيرين».
وبعد إطلاق
الجهاز الجديد، ارتفعت أسهم «اتش.تي.سي» التايوانية للهواتف الذكية 0.6 في
المائة في بورصة تايبه، في حين ارتفعت أسهم منافستيها الكوريتين (سامسونغ
وال.جي) 1.7 في المائة 0.4 في المائة على التوالي.
ويرى المحللون أن
أمام مصنعي الهواتف الذكية الآسيويين فرصة لاستغلال عثرة نادرة من متصدر
السباق شركة أبل بعد أن فشل هاتف آيفون 4اس الجديد في إثارة إعجاب عشاق
منتجات الشركة والمستثمرين، مما قد يسمح للمنافسين ممن يستخدمون نظام
التشغيل أندرويد باقتناص حصة جديدة من السوق. ويمكن لهذه الشركات الآن أن
تروج بقوة لطرزها الرئيسية عالية المستوى قبيل الأعياد المقبلة، مما قد
يساعد على تعزيز المبيعات في موسم التسوق الأهم.
وبرع الرئيس التنفيذي
الجديد تيم كوك في أول إطلاق منتج رئيسي له من دون الرئيس السابق ستيف
جوبز، لكنه فشل في إحداث درجة الإثارة والاهتمام، التي كان يجيدها مؤسس أبل
المشارك ذو الشخصية الكاريزمية.
توقعات عالية
كانت التوقعات
عالية لهذا المنعطف الحرج، في وقت تضيق فيه هواتف أندرويد التي تنتجها
سامسونغ الكترونيكس ومنافسون آخرون، فارق الصدارة مع أبل ومع بدء موسم
التسوق للعطلات المهم. ودفع المستثمرون والمعجبون الذين كانوا في انتظار
مفاجأة مذهلة أسهم الشركة للانخفاض حتى خمسة في المائة قبل أن تتعافى مع
السوق لتغلق منخفضة 0.6 في المائة عند 372.5 دولارا.
أول عرض
وعرض
كوك - الذي حل محل جوبز في أغسطس وفريقه التنفيذي - جهازا مزودا بإمكانية
التعرف على الصوت وكاميرا أفضل، لكنه يتطابق في الشكل مع الجهاز السابق ولا
يرفع معايير الهواتف الذكية على نحو يذكر.
ورغم أن الجهاز ليس
بالإمكانيات التي كان يأملها البعض، لكن المحللين أعجبوا بتكنولوجيا التعرف
على الصوت التي تساعد المستخدمين على استخدام الأوامر الصوتية في كل شيء
من البحث عن أسعار الأسهم إلى إرسال الرسائل وبشكل أسهل منه في هواتف
أندرويد أو هواتف بلاكبيري، بيد أن التحديثات الأساسية أتت داخل الجهاز.
ويقول فرانك جيليت المحلل لدى «فوريستر ريسيرتش» إن «كاميرا التصوير باتت
أفضل بكثير، مما يسمح خصوصا بتصوير أشرطة عالية الوضوح، فيما معالج الهاتف
بات بقوة معالج جهاز «آي باد».
ويحوي الجهاز هوائيين وتكنولوجيا «جي اس
ام» و«سي دي ام ايه»، مما يعني أن «آيفون 4اس» يمكنه أن يعمل أينما كان في
العالم، فيما سرعة التحميل فيه موازية لتلك التي تسمح بها شبكات الهواتف
النقالة من الجيل الرابع على ما ذكرت آبل. وإضافة إلى هذه التحسينات بات
«آيفون 4اس» يعتمد على نظام التشغيل «اي او اس 5» مع تكامل وثيق مع موقع
«تويتر» للمدونات الصغرى ووظيفة إنتاج بطاقات معايدة وتهانٍ، ترسلها ابل
عبر البريد.
بيد أن التحديث الأبرز هو نظام التوجيهات الصوتية «سيري»
الذي وصفته ابل بأنه «مساعد ذكي يساعدكم على القيام بما يجب عليكم القيام
به بطلب بسيط».
مميزات «سيري»
ويمكن لنظام سيري، الذي أطلق
بصيغته التجريبية بلغات ثلاث (انكليزية وفرنسية وألمانية) الرد على أسئلة
من قبيل «هل عليّ أن آخذ مظلة خلال عطلة نهاية الأسبوع؟» او «ما حال حركة
السير في الجوار؟» وهو يدون في مذكرة عندما يطلب منه مثلا «ذكرني بان اتصل
بوالدتي عندما أصل المنزل». وأوضح جيليت أن نظام «سيري» يتميز عن التوجيهات
الصوتية المعتمدة لدى «غوغل» بأنه مثلا «يتعرف على المعنى وليس فقط على
الكلمات».
وبشكل ما تقول صحيفة وول ستريت جورنال إن ابل قد تكون ضحية
نجاحها السابق. فمؤتمرات طرح المنتجات الجديدة للشركة هي الأكثر أهمية على
جدول أعمال صناعة التكنولوجيا. وكان عرض «لنتحدث عن آيفون» يوم الثلاثاء هو
الظهور غير الرسمي الأول لكوك منذ حل محل جوبز في أغسطس.
غياب جوبز
كان
بعض حملة الاسهم في آبل والمحللين يأملون في ظهور شرفي لستيف جوبز الذي
اصبح رئيسا لمجلس الادارة. لكن جوبز الناجي من سرطان البنكرياس والذي اخذ
اجازته المرضية الثالثة في اغسطس لم يظهر.
معيار الذهب
ترى وول
ستريت جورنال ان ايفون الذي طرح للمرة الاولى في 2007 بنموذج الشاشة التي
تعمل باللمس الذي يتبناه الآن منافسوه، هو معيار الذهب في سوق الهواتف
الذكية المزدهرة، وقد وجهت مبيعاته ضربات موجعة للخطط الطموحة لمنافسين
كثيرين.
4 محفزات للشراءرأت مجلة فوربس أن هناك أربعة عوامل تدفع إلى شراء جهاز أيفون الجديد وتتمثل في:
1- الجهاز أفضل بكثير من حيث المميزات من الجهاز السابق من حيث سرعة الأداء و التصوير والبرمجيات.
2- الجهاز غير محتكر من قبل شركة واحدة في السوق.
3- الجهاز ليس أكثر تكلفة من الجهاز السابق.
4- الجهاز المقبل من أبل ليس من المعلوم وقت صدوره وقد يستغرق وقتا طويلا.
| | نائب الرئيس العالمي لقطاع التسويق فيل شيلر يستعرض أسعار الجهاز الجديد | |
|