الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آل بيته الأطهار وصحابته الأخيار،
أمّا بعد،
قال الله سبحانه وتعالى: "قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"
"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"
"وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا"
الصورة الأولى: قصة الطفل المصري الأعمى...
كان
لرجل ثرى ولد مريض البصر، عاث الرمد فى عينيه .. لولا بقية من ضياء يعرف
بها الولد ألوان الحياة. وجلس الأب يوما فقال لأصحابه. أنا وهبت ابنى لله،
وسوف أدخله الأزهر بعد أن يحفظ القرآن ! وما هى إلا أيام حتى كان الولد
يرتل الآيات ويستظهر الصفحات على يد فقيه أعمى معروف بالمهارة!!...فإذا
بالولد الذى حار الطب فى عينه، بدأ يصح....؟. وحار الوالد .. لقد وهب ابنه
للأزهر على أساس أنه أعمى أو شبه أعمى، ...(وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا
يَكْرَهُونَ ..). أما الآن فماذا يصنع؟.
ولم يطل تردده، فما هى إلا أيام حتى كان الفقيه الأعمى طريدا والولد بإحدى المدارس المدنية!. ذلك مبلغ عناية المسلمين بدينهم، لا يهبون لتعلمه إلا طوائف من الناس فيها العمياء، والعوراء، والمتردية، والنطيحة، وما أكل السبع!! . انتهى، من كتاب معالم الحقّ -محمد الغزالي ص196-197 ( بتصرف)[right]
الصورة الثانية: حقيقة آماني كثير من الشباب...
قلتُ:-أسأل
كثيرا من الشباب بين الفينة والآخرى عن أمانيهم في الحياة، وإذا بالإجابة
المباشرة المتشابهة تقريبا: عمل، زواج، سيارة، بيت...ثمّ ينتبهوا أنّي أريد
أن أعرف مكانة الدين في حياتهم واهتمامتهم ـ ربما لحيتي هي سبب استدراك
الأمر ـ فيبادرون بسرعة : وطبعا قبل كل شيء الصلاة وعبادة الله تعالى وطلب
الجنّة وو...
ولكن
في حقيقة الأمر، العيش من أجل الرسالة التي خُلقنا من أجلها، تقع في آخر
مرتبة في سُلم الاهتمام والتطلعات والآماني لكثير من لشبابنا.
الصورة الثالثة: ماذا كان طلب الرجل من إمام مسجد "بالبُلَيدة"؟؟!! :
حدثنا الأستاذ الدكتور محمد الهادي
الحسيني خلال كلمة ألقها في مسجد بسطيف في رمضان الذي فارقنا منذ أيام:أنّ
رجلا ذهب لإمام مسجد بالبليدة ،ليطلب منه استعارة مصحف ليقرأ فيه في
رمضان!!!!.
سبحان
الله!، يعني : أنّه بيته خالٍِ من كتاب الله تعالى! وأنّه لا يقرأ القرآن
إلا من رمضان إلى رمضان! والأدهى " استخسرى" أن يشترى مصحفا رغم أنّ سعره
حوالي 300 دج!.
قال الأستاذ معلقا: ربما ينفق على أبنائه في شراء المفرقعات أكثر من ذلك!.
وما
يشبه هذه الحالة أنّ كثيرا من النّاس يشترى اثنين أو ثلاث جرائد، يمضي
الوقت الطويل ـ ربما أكثر من ساعة ـ في قراءتها كل صباح ولكن لا يجرؤ أن
يمسك المصحف ليقرأ ولو لدقائق معدودة.
| إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي. |
وفي
المقابل كذلك، لا يجرؤ على التصدق بربع قيمة الجرائد على مسكين أو عند جمع
التبرعات يوم الجمعة في المسجد ، وإن تصدق فتراه يدفع تلك الدنانير لكي "
يتخلص" منها، فقد تمزق جيب سرواله...
الصورة الرابعة: ما نسبة المشاركات في المنتديات الإسلامية؟؟
تفحص معي هذه العينة التي أخذتها اليوم في منتدى الجلفة على الساعة الثانية مساءا والتي أتركها للتمعن بدون تعليق:
-نسبة الذين يطالعون المنتديات الإسلامية في هذه الساعة: 49 شخص ( بين عضو وزائر) على مجموع كلي في المنتدى 2.695 ( أي نسبة 1.82%). بينما بلغ عدد الذين يطالعون منتديات الترفيه 104 وبنسبة 3.9%.
-عدد المواضيع في المدرجة في المنتديات الإسلامية 38.520 على مجموع 587.496 في المنتدى ككل (أي بنسبة6.56% )
-عدد المشاركات الكلية في المنتديات الإسلامية 308.435 على إجمالي المشاركات في المنتدى ككل 6.464.275 ( أي بنسبة4.77 %).
- عدد الأعضاء الناشطين 10.723،
ولكن الذين ينشطون في المنتديات الإسلامية من خلال المواضيع أو المشاركات
-ولو بشكر أصحاب المواضيع- :أعضاء معرفون، لا يكاد يفوق عددهم بضع العشرات -إن لم أكن مبالغ-!
تنبيه: لم
أقصد من العينات التي ذكرتها في الموضوع أن أقول "إنّ النّاس هلكى"، ـ
حاشا ـ ولكن ما يهمني أخي الفاضل وأختي الفاضلة، أن يعتبر كل واحد منّا
ويفهم رسالته في هذه الدنيا ويصحح وجهَتَهُ في هذه الحياة، فيكدّ ويجدّ لكي
ينجّي نفسه أولا وأهله قبل كل شيء:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ".
"وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا والله اعلم
وكتبه أبو جابر الجزائري 08 شوال 1432 الموافق ل06 سبتمر 2011
[/right]